مُنتدى أفلامُنا :: الدّورة الأولى

نظّمت أفلامُنا، بيروت دي سي سابقًا، مؤتمر أفلامنا الأوّل الذي أقيم في “المدرسة العليا للأعمال” في بيروت في 8 و 9 و 10 من حزيران 2023.
جمع المؤتمر صنّاع الأفلام مع فاعلين في المجال الثقافي المستقلّ والمجتمع المدنيّ، بما في ذلك منظّمي فعاليّات ثقافيّة وممثّلي المنظّمات غير الحكوميّة والنّاشطين والصّحفيّين والدّاعمين المهتمّين ببناء نظام تغيير السرديّة في المنطقة العربية.

جمع المؤتمر أكثر من 100 مشارك من أكثر من 30 دولة لمناقشة بعض أهمّ القضايا التي تواجه مجتمعنا اليوم وإقامة الشّراكات وتوطيدها، وليلهموا غيرهم وتلهمهم مشاريع الأفلام والحملات الهامّة القادمة وليتصوّروا حلولًا جماعيًة لقطاع أفلام مستقلّة يساهم في إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتنا.

استُهلّ المؤتمر بندوة حول حال المجتمع المدني في المنطقة العربيّة، بمشاركة فاعلين من مؤسّسات مهارات وهيومن رايتس ووتش ونواة للمبادرات القانونيّة وشبكة فبراير. ظهّر النقاش الذي تلى النّدوة صورة مُقلقة لمساحات مدنيّة إقليميّة محظورة يضيق نطاق نشاطها باستمرار وأنظمة قمعيّة تعرف كيف تستخدم الفنون والثّقافة لتحقيق أهدافها وأزمة خيال متصاعدة نواجهها على مستوى العالم ككلّ.

 

الهدف الرّئيسي لمؤتمر أفلامُنا، اقتراح استراتيجيّات لتغيير السّردية كأحد الأدوات المتاحة أمامنا لمقاومة الواقع المفروض علينا. من هذا المنطلق، قدّم كلّ من كارا ميرتس من مؤسّسة آيرس (الموارد الدّوليّة للتّأثير والسّرد) والمنتج المصري مصطفى يوسف من مؤسّسة أفلام س، “عرض: عِلم تغيير السّرديّة”. قادتنا زينة دكّاش عبر رحلة مدهشة إلى ممارستها الفريدة من نوعها للمسرح الاجتماعيّ وصناعة الأفلام و”المناصرة”. أوضحت جيسيكا نوردستروم سيكار من مؤسسة بوستكود وألين جميّل من مؤسسة هاينريش بول كيف أنّ دعم حملات تأثير يساهم في دفع أهداف المؤسّستان قدمًا، مثال فيلم ألبوم (إخراج عمر غابريال) الذي كانت مؤسسة هاينريش بول شريكًا أساسيّاً له. من ناحيته قدّم فريق أفلامُنا لقصّة نجاح فيلم “عاش يا كابتن” للمخرجة ميّ زايد، الفيلم الذي كانت المؤسّسة قد دعمته في مراحل مختلفة.

 

قدّر الحضور بالأخضّ جلسة تقديم المشاريع من قبل فرق الأفلام المُختارة لزمالة أفلامُنا للتأثير بدورتها الأولى. ربط برنامج الزّمالة الذي يهدف إلى تدريب مجموعة من 10 منتجي تأثير محترفين من المنطقة، بأربعة مشاريع سينمائيّة تتناول قصص باحثين بيئيّين في مصر والبيئة التاريخية المتشظيّة في لبنان والتّهجير القسري وحالة “انعدام الجنسية” (statelessness) في أوروبّا والذاكرة الجماعية للفلسطينيين الممنوعين من العودة إلى وطنهم. بهدف تشجيع التّعاون والاستفادة من حكمة ومعارف الحضور، تمّ عرض الأفلام وحملات التّأثير التي تمّ تصميمها في إطار البرنامج أمام الجميع.

 

في اليوم الأخير، سلّطنا الضوء على بعض الأسس الهيكلية التي نحتاجها لبناء نظام حيويّ قوي. قدّم الباحثان جينيفر رومانوس وعلاء هاجر دراسة أفلامُنا التّفصيليّة لموضوع “أمن وسلامة صنّاع الأفلام المستقلّة في المنطقة العربيّة” ودليلنا الأحمر الذي سينشر قريبًا.

في الختام، دُعي الحضور للمشاركة في نقاش مفتوح حول مسألة التّوزيع التي تبقى ملحّة أبدًا. تركّز الحديث حول تطوير طرق جذريّة بديلة تغطّي نقص التّطوير الذي يعانيه التّوزيع منذ زمن، ليشمل النّقاش الفرص والمخاطر المترتّبة على التّوزيع الذاتي، الذي غالبًا ما يفرض نفسه على صنّاع الأفلام المستقليّن. من الأفكار التي طرحها المشاركون، خدمة بثّ تدفّقيّ عالميّة مستقلّة وبرنامج “مساحات” البسيط ولكنّ الموسّع والذي يطمح إلى تحفيز عودة صالات العرض التي تديرها المجتمعات المحلّيّة إلى جميع أنحاء المنطقة العربيّة.

 

حفّزت هذه المداخلات إجراء العديد من النقاشات داخل القاعة وخارجها، لتشمل تعقيدات منطقتنا ومجالنا والوضع الحاليّ في العالم أجمع. جاء مؤتمر أفلامُنا نتيجة للجهود التي بذلنا على مدى السّنوات القليلة الماضية، لخلق مساحة آمنة تمكّن الحضور من مشاركة التحديات والمخاوف التي تواجههم بالإضافة إلى أفكارهم لمستقبل أفضل. نعتزّ بأننا شهدنا حوارًا حقيقيًا وتفاعلًا بين عالمين: عالم منتجي الأفلام المستقلة و عالم الفاعلين في المجتمع المدني.

 

تشكر أفلامُنا كلّ الشركاء والحضور والمتحدّثين وأعضاء الفريق وصنّاع الأفلام الذين ساهموا في تحقيق هذا الحدث وإنجاحه، كما تشكر جميع الفاعلين والمفكّرين الذين ألهموه.