25 عاماً من أفلامُنا

نشرة #3 :: أيّار 2024

يصادف هذا العام الذكرى السنويّة الخامسة والعشرين لتأسيس “أفلامٌنا”، التي انطلقت عام 1999 تحت اسم بيروت دي سي. تخيّلنا أنفسنا هذا العام نقدّم احتفاليّة ما في هذه المناسبة، لكنّ الزّمن الآن ليس زمن احتفال بل هو الوقت الذي يستدعي منّا بإصرار إعادة التّأكيد على التزاماتنا. 

اللحظة الرّاهنة إنّما تستدعينا لإعادة التّأكيد على التزامنا المطلق بفلسطين، فنضال الشّعب الفسلطيني هو التّجسيد الأسمى لنضال كلّ الملتزمين بالعدل والمساواة  بين النّاس أينما كانوا. سُحقت قلوبنا كما غيرنا نتيجة قتل أكثر من 40 ألف فلسطينيّ ودفن 20  ألفًا آخرين تحت أنقاض منازلهم على يد آلة القتل الإسرائيليّة المدعومة من الولايات المتّحدة وحكومات أوروبّيّة، آلة حرب تجسّد نهج الاستعمار المتواصل في أوضح صوره. رغم ذلك الإجرام، فإنّنا نستمدّ قوّتنا من نهضة شعوب العالم لمواجهة الإبادة الجماعيّة في فلسطين ووقوفها في وجه تواطئ حكوماتها ومؤسّساتها الواضح مع المجرم. إنّنا نستمدّ ثباتنا من تاريخنا ومن روح النّضال الفلسطينيّة الصّلبة التي لم تتراجع قيد أنملة منذ احتلال فلسطين وحتّى يومنا هذا. 

ليس الزّمن اليوم مناسبًا إلا لإعادة التّأكيد على التزامنا المطلق بحرّيّة صنّاع الأفلام والرّواة العرب وجماهيرهم، ليكونوا صوت التّغيير في منطقتنا التي تعاني من النّزاعات وجشع الاستعمار وإعادة إنتاج أنظمة قمعيّة بعد إسقاطها. نقف في خضمّ هذه العاصفة لنعلن ثباتنا في دعم الرّوايات المهمّشة وعزمنا على تحدّي الوضع الرّاهن وإصرارنا على تخيّل عالم أكثر عدلًا من ذاك المفروض علينا اليوم. 

ليس الزّمن اليوم مناسبًا للاحتفال، بل هو حتمًا زمن الالتصاق بمبادئنا ومضاعفة جهدنا في عملنا. انطلاقًا من كلّ هذا، نطلق مساعيَ جديدة تعكس حالنا اليوم وتنبع من معارف راكمناها على مدى سنين واكتسبناها من صنّاع الأفلام الذين قدمنا لهم الدّعم ومن المؤسّسات التي أسّسنا معها لشراكات متينة. 

مساحات أفلامُنا“، التزام جديد تجاه الجماهير في العالم العربيّ وخاصّة في المناطق الرّيفيّة والتي تعاني من حرمان يمتدّ في الزّمن. نسعي لتحويل مختلف أنواع المساحات في العالم العربيّ إلى دور عرض سينمائيّة مجتمعيّة تنبض بالحياة وتحتضن كلّ النّاس دون أيّ تفرقة. من خلال البحث، التّخطيط، التدريب والتمويل تعمل المبادرة على منح المنظّمين الثقافيّين القدرة على جلب السّينما المستقلّة والثّقافة إلى مجتمعاتهم. ننطلق هذا العام من لبنان وتونس (مع شاشات)، بالإضافة إلى فلسطين الحبيبة رغم أنف القتل والإجرام. نلتزم مع شركائنا في “فيلم لاب: فلسطين” بفعل المقاومة الثّقافيّة واستدامة التّواصل مع الجمهور الفلسطينيّ ومجتمعاته المحلّيّة على الرّغم من حرب الإبادة الإسرائيليّة.

للمساحات السينمائيّة المجتمعيّة في لبنان وفلسطين، التّقدّم بالطّلبات هنا.

لصنّاع الأفلام والمنتجين أو الموزّعين الذين يرغبون بعرض أفلامهم عرضًا غير تجاريّ في مساحات في المنطقة العربيّة، التّقدّم بالطّلبات هنا

إلى جانب دعمها المؤسّسات التي تشّكل الدّعائم الأساسيّة للنّظام السّينمائي الحيويّ في المنطقة العربيّة، تشدّد “مبادرة أفلامُنا للموارد المستقلّة” على دعم الأفكار المبتكرة التي يمكنها أن تقدّم للقطاع حلولًا جديدة. تلك النّماذج التي تقدر على ابتداع وسائل جديدة لإنتاج الأفلام وتوزيعها وصناعتها وأرشفتها والتّدريب عليها في منطقتنا العربيّة. أطلقنا الدّعوة للمبادرات الجديدة منذ شهرين وسنعلن قريبًا عن المشاريع التي وقع عليها الاختيار. 

(سيتمّ الإعلان عن المزيد من المبادرات في المستقبل).

اليوم، في لحظة الفقد والصّمود والمقاومة والمحاسبة، نشحذ هممنا لنواصل بذل الجهد لتحقيق تغيير حقيقيّ في المنطقة. تهدف مشاريعنا والتزاماتنا إلى مواجهة الظّلم والارتقاء بالثّقافة وتحقيق استقلالها وإعلاء أصوات الممنوعين عن إعلائها. نعمل معًا من أجل مستقبل تُحترم فيه الكرامة الإنسانيّة وتسوده العدالة. 

فلينتهِ الاستعمار.