أيام فلسطين السينمائيّة حول العالم :: 2024

نشرة #5 :: أيلول 2024

بعد 76 عامًا على النّكبة وبعد احتلال فلسطين وبدء تطهيرها التّدريجيّ المتواصل من سكّانها الأصليّين، وإذ تقترب الإبادة التي يرتكبها  في غزّة من دخول عامها الثّاني، يوسّع الاحتلال عدوانه ليشمل لبنان والضّفة الغربيّة باضطراد سريع. 

مع سقوط مئات الشّهداء في الأيّام القليلة الماضية في لبنان، ومعظمهم من المدنيّين رجالًا ونساءًا وأطفالًا يعيشون حياتهم في الشّوارع والمنازل والمؤسّسات والأحياء السّكنيّة، غطّت وسائل إعلام عالميّة الحدث بطريقة أقلّ ما يقال فيها إنّها عنصريّة ومتواطئة مع القاتل. برّر هذا الإعلام  الجريمة  في عناوين من مثل “استهداف مئات الإرهابيّىن” وأشاد “بالبراعة التّكتيكيّة” للاحتلال وسخر من الشّهداء الأطفال بعناوين أخرى من مثل “بيب بيب، بوم” (نيويورك بوست)، و”عرضُ ألعاب ناريّة مدهش أكثر منه عمليّة عسكريّة كلاسيكيّة” (ليبراسيون)! 

إنّ حاجتنا اليوم لمواصلة دعم السّرديّة الفلطسينيّة، تشتدّ وتفرض نفسها أكثر من أيّ وقت مضى. 

 

متعبون نحن وغاضبون ومحزونون فيما نرثي موتانا، لكنّ الصّراع لا ينتظر أحدًا.

 علينا أن نعترف أنّ من الصّعب علينا بمكان أن نفهم دورنا وسط كلّ ما يحدث، أن نؤمن بقيمة عملنا وسط الخراب الذي يلفّنا من كلّ حدب وصوب. لكنّنا، رغم كلّ ذلك، نصرّ على فعل كلّ ما يمكننا فعله للمساهمة بالانتفاضة العالميّة من أجل فلسطين وأهلها، من أجل لبنان وأهله ومن أجلّ كلّ ضحايا الاستعمار أينما وجدوا. 

ليس قدرنا اليوم أن ندافع عن وجودنا فحسب، بل أن ندافع عن القيم الإنسانيّة في وجه التوحّش، ولنا على امتداد العالم بعض القلوب التي تنضح بما تنضح به قلوب الفلسطينيّين من حبّ وعناد.  هي قلوب تشاركنا  المعاناة كما تشاركنا  النّضال، تشاركنا  الخوف كما تشاركنا الشّجاعة.  هي قلوب تشاركنا في  نشر سرديّة الحقّ كما تشاركنا  في فضح سرديّة التّوحّش. 

 

عند استلامها لجائزتها في مهرجان البندقيّة السّينمائي الدّوليّ لهذا العام، وقفت المخرجة الأميركيّة ساره فريدلاند أمام الجمع لتعلن: “كفنّانة أميركيّة يهوديّة تعمل في مجال الصّناعة السمعيّة المرئيّة، لا بدّ لي أن أشير إلى أنّني أقبل هذه الجائزة في اليوم 336 من الإبادة الجماعيّة التي ترتكبها إسرائيل في غزّة والعام 76 من الاحتلال. أعتقد أنّ من مسؤوليّتنا كصنّاع أفلام أن نعمل من خلال منصّات مؤسّساتنا على مواجهة إفلات إسرائيل من العقاب على السّاحة الدّوليّة. إنّي أقف مع الشّعب الفلسطينيّ ونضاله من أجل التّحرير”. 

نتبنّى كلماتها، ونضيف بأنّنا نحمل جميعًا مسؤوليّة دعم سرديّة الحقّ في وجه سرديّات التّوحّش، لأنّنا نحمل مع ساره وغيرها الكثير من الفنّانين قيم الحقّ والعدل والحرّيّة. 

كنّا في العام الماضي قد تعاونّا مع الأصدقاء في “فيلم لاب فلسطين” و “س فيلم” على إقامة مجموعة من عروض الأفلام الفلسطينيّة حول العالم بعد استحالة إقامة مهرجان أيّام فلسطين السّينمائيّة على أرض فلسطين. ندعوكم اليوم كما في العام الماضي إلى التّعاون مجدّدًا في نشر سرديّة الحقّ عبر عرض مجموعة من الأفلام الفلسطينيّة في كلّ مكان متاح على الكوكب وذلك في يوم ذكرى وعد بلفور الواقع في 2 تشرين الثّاني 2024. تعالوا نحمل  أفلام فلسطين وسرديّة فلسطين وعناد فلسطين حول العالم، دعمًا للحقّ ورفضًا لسرديّات التّوحّش.

لتنظيم عرض والمشاركة في استضافة أيّام فلسطين حول العالم، زوروا الرابط.

 

الاستمارة